البحرين اليوم – (خاص)
كشف الرئيس الشيشاني رمضان قادروف بأن الحاكم الخليفي حمد عيسى أكّد له تأييده لدعم الجيش السوري في مواجهة الجماعات المسلحة، كما أخبره بأن النظام الخليفي “رحّب بموقف موسكو من المسألة السورية منذ البداية”، وهو ما أثار “سخرية” في أوساط سياسية أشارت إلى أن هذه “التصريحات”، ورغم أنها تنطوي على “الكذب والنفاق”، إلا أنها قد تورّط آل خليفة مع السعوديين الذين يتبنون سياسة علنية مختلفة، إلا أن مراقبين أكدوا بأن تصريحات حمد هي “جزء من الأجندة السعودية”.
والتقى قادروف خلال زياته اليوم الخميس، ٦ أبريل، للمنامة حمد عيسى وأوضح له تأييد الشيشان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تسوية النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، ونشرَ على حسابه في الانستغرام تفاصيل حول اللقاء، حيث نقل عن حمد “تقديره العالي لنهج الرئيس الروسي السياسي نحو تسوية الأزمة السورية”، كما أكد له حمد “أن تقديم الدعم للجيش السوري ينقذ ليس سوريا وشعبها فحسب، بل يجنب المنطقة كلها تقلبات كبيرة ويخلصها من الإرهاب الدولي”، كما نقل قادروف عن حمد “ترحيبه بموقف موسكو من المسألة السورية منذ البداية”، بحسب زعمه.
وكان لافتا أن حمد الخليفة، وبحسب ما نقل قادروف، ذكّر بالموقف الداعم الذي تلقاه من بوتين في مواجهة ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م، وقال حمد بأن بوتين “كان أول منْ أعلن دعمه للمنامة عام ٢٠١١م”، وذلك بحسب ما زعم حمد، فيما شكك مراقبون في ذلك.
وفي الوقت الذي رأى معلقون بأن تصريحات حمد حول الملف السوري تنطوي على “نفاق وأكاذيب”، مذكرين بالأبواب المفتوحة التي شرعها الخليفيون داخل البحرين لتقديم الدعم المادي واللوجستي للجماعات المسلحة في سوريا، واحتضان آل خليفة للشخصيات والجماعات المناهضة للنظام السوري وغض الطرف عن نواب برلمانه الذين تسللوا إلى سوريا والتقوا بمجموعات إرهابية؛ إلا أن هناك منْ ذهب إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق “إعادة التموضع” الذي تقوم به أنظمة الخليج إزاء الملف السوري، ولاسيما النظام السعودي الذي أخفقَ في إنجاز مشروعه التدميري والعسكري ضد سوريا، وخاصة بعد تراجع الدول الغربية عن مواقفها بشأن العمل على إسقاط نظام بشار الأسد والحديث المتجدد بدلا عن ذلك عن الحلول السياسية في سوريا.
إلى ذلك، فإن الزيارة التي طغى عليها الاتفاق على مصالح اقتصادية مشتركة على مستوى الغاز والنفط، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البحرين بسبب “فساد آل خليفة واستبدادهم” بحسب ما تقول المعارضة؛ فإنها (أي الزيارة) كانت فرصة أخرى لإظهار الخليفيين قدرتهم على لعب دور “المهرَّج وتنفيذ قرارات الأسياد”، بحسب ما قال أحد المعارضين البحرانيين الذي أوضح بأن “موقف حمد الذي كشفه قادروف ليس خروجاً على آل سعود، بل هو تنفيذ لأجندة سعودية خاصة”، مذكّرا بزيارة حمد إلى روسيا قبل نحو عامين ولقائه ببوتين وتبادلهما هدايا الخيل والسيف الدمشقي، وأوضح المعارض الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه بأن هناك “أجندة” لا يرغب آل سعود في القيام بها مباشرة، لكي لا يُظهروا أنفسهم في وضع “الانكسار أو الهزيمة”، وهو يُوكلون أتباعهم الصغار، مثل آل خليفة، للقيام بها، وعلى “قاعدة إذلالاهم بالمعونات الاقتصادية، والمصالح التجارية التي ستعود إلى جيوب الخليفيين من وراء تنفيذ أوامر الانفتاح مع روسيا والالتحاق بها سياسيا واقتصاديا”، وهو ما “يُخفف من جانب آخر الوطأة المادية من آل سعود بسبب الكلفة المالية والاقتصادية الباهظة لدعم آل خليفة وإنقاذهم سياسيا واقتصاديا وأمنيا”، وفق المعارض البحراني.