البحرين اليوم – (خاص)
ثمّن ناشطون بحرانيون عملية الهروب الجماعي من سجن جو المركزي التي قام بها ١٠ سجناء في الأول من يناير الجاري، وأكدوا في استطلاع أجرته (البحرين اليوم) بأنها خطوة حميدة في مواجهة الاستهداف الخليفي المتواصل.
وقال الناشط يحيى الحديد بأن “قضية تحرير الأسرى من السجن (ليست) مسرحية حسبما يدعي البعض”، وأكد بأنها “تجربة نموذجية يقدمها شبابٌ تمرّد على الظلم والقهر وأراد تغيير هذا الواقع”، ووصف العملية بأنها “إبداع” على مستوى “التخلص من الإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها النظام على السجون، وعبر الحديد عن “الارتياح الشعبي الكبير لتحرير الأسرى من سجون النظام المستبد” بحسب تعبيره.
وبشأن الموقف الحقوقي من هذه العملية، قال الحديد بأن “المنظمات الدولية تعتبر النظام في البحرين نظاما مستبدا، لا يحترم حقوق الإنسان، يمارس القمع المستمر بحق كل من ينادي بالحرية”، كما أوضح بأن النظام الخليفي يستعمل “القضاء كأداة لمعاقبة كل من ينتقد السلطة ويطالب بالتغيير”، وأضاف بأن هذا الواقع “سيدفع بالكثير من المعتقلين للتفكير بخيارات التخلص من جحيم السجون والتعذيب الذي يتعرضون له على أيدي أفراد وضباط جهاز الأمن”، وأكد بأن الحقوقيين لا يمكن أن يقفوا في وجه حرية السجناء، وأن وجودهم في السجن “جريمة”.
الماحوزي: موقف الجامعة العربية مخزي
الناشط عبد الإله الماحوزي سخر من موقف جامعة الدول العربية التي دانت عملية الهروب من السجن، وقال بأن الجامعة ساندت دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، “وشرعنت دخول قوات أجنبية محتلة” ارتكبت جرائم وانتهاكات “بما فيها هدم المساجد”، كما أن “الجامعة لم تساند مطالب الشعوب، وذلك لكونها تحت سيطرة المال السعودي، وهو ما يجعلها “فاقدة للاستقلال”.
وتوقف الماحوزي عند صمت الجامعة عن التطبيع الخليفي مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الجامعة “مخطوفة” من قبل آل سعود الذين يتجهون إلى “تحالف إستراتيجي مع إسرائيل” وخدمة مصالح الأخيرة في مقابل “خلق عدو وهمي متمثل في إيران” للتوحد عليه من قبل “الأنظمة العملية لأميركا وإسرائيل” وتوجيه “الشعوب نحو هذا العدو المختلق، وتهميش قضية فلسطين في وعي الشعوب”، ولم يستبعد الماحوزي أن يُشرعن هذا التوجه السعودي مستقبلا وإضفاء “التبرير الشرعي” عليه.
وتطرق الماحوزي إلى التعذيب التي يتعرض له السجناء في سجن جو، في الوقت الذي لم تعلن الجامعة العربية موقفا إزاء هذه الانتهاكات، وهو “ما يثبت أن هناك إزدواجية في المعايير” وغلبة “المصلحة”، شاجبا استنكار الجامعة لعملية الهروب من السجن، التي كان يجب عليها تأييد مطالب الشعب البحراني في تقرير المصير، وتأييد موقف البحرانيين الرافض لتطبيع الخليفيين مع إسرائيل.
وقال بأن عملية الهروب من السجن “هي عملية بطولية”، وأنها تمثل “رسالة إلى النظام من السجناء الذين يعانون التعذيب، بأن بقاءهم في السجن ليس قدرا محتوما”، وأنه لا يمكن تركيعهم، كما هي رسالة إلى المرتزقة بأن “الثمن قد يكون باهظا” نتيجة مشاركتهم في التعذيب والقتل، وأن المعتقلين كانوا في موقع الدفاع عن النفس، في إشارة إلى مقتل المرتزق اليمني أثناء عملية الهروب.
ربيع: التخلص من السجن حق طبيعي
الناشط الحقوقي يوسف ربيع قال بأن هناك “غموضا كبيرا” حول عملية الهروب من سجن جو، و”أن المعلومات (غير) واضحة” حتى الآن، في إشارة إلى غياب الشفافية في إعلان النظام الخليفي حول الحادثة. وبشأن حقيقة عملية الهروب، رأى ربيع بأن التخلص من السجن والتعذيب هو حق طبيعي، “خصوصا مع غياب الانتصاف الحقيقي”.
الناشط الحقوقي يوسف المحافظة رجح بأن العملية “حقيقية”، ولكنه شكك في رواية وزارة الداخلية الخليفية. وقال إن النشطاء الحقوقيين يشككون في هذه الروايات لكونها غير منطقية، مؤكدا بأن هناك “فسادا” داخل أجهزة النظام الذي يُخفي “الأدلة الحقيقية وراء العملية” التي تكشف “المنظومة المتهلهلة للنظام”.
فيروز: العلمية أثبتت هشاشة النظام
الناشط السياسي جلال فيروز، قال بأن السجناء مطلوب منهم التفكير دوما في طريقة للتخلص من السجن، لكونهم يعانون من التعذيب والاعتقال التعسفي.
وبشأن حقيقة عملية الهروب، أكد بأن هناك هروبا حقيقيا من السجن، ولكنه أشار إلى عدم وضوح التفاصيل، مرجحا بأن هناك تخطيطا كبيرا من قبل السجناء، وأنهم “استطاعوا عبر وسائلهم الخاصة أن يباغتوا الحراس وينفذوا بجلدهم من المعتقل الإرهابي الدموي الذي شيده النظام”.
وأكد فيرزو بأن النظام الخليفي “هش” وأن قوته مستمدة من أعوانه من الدول الإقليمية والدولية، وأنه يمكن “التغلب عليه، في حال كفت هذه الدول والجيوش من دعم النظام”.
وحول تداعيات هذه العملية، قال فيرزو بأنها “تسوّد وجه النظام” وترفع من رصيد الشعب معنويا “وقدرته على التغلب على أنظمة النظام القمعية”، وهو ما سيدفع النظام للانتقام من السجناء وسلب المزيد من حقوقهم.
الناشط يوسف الحوري قال إن عملية الهروب من السجن تشير إلى واقع “البطش والوحشية الذي يمارسه النظام ضد السجناء”، وهو ما يدفع السجناء للمخاطرة من أجل التخلص من هذا الواقع الصعب، كما تؤكد العملية على عزيمة السجناء وصمودهم ومقاومتهم للنظام وهم داخل السجن.
وبشأن تداعيات هذه العملية، أوضح الحوري بأن العملية قد “تؤسس لثورة في السجون”، وسيُعطي زخما على المستوى الميداني.