البحرين اليوم – (خاص)
نشر تحالف شباب التّغيير دراسةً حول طبيعة العلاقات القائمة بين بريطانيا والعائلة الخليفيّة تحت عنوان “مخفيّ في وضح النّهار”، وذلك تعبيراً عن الأطماع البريطانيّة في البحرين، والتي تبدو خافية بالمقارنة مع المصالح الأمريكيّة “التي يمكن تحديدها بتواجد الأسطول الخامس في البحرين”.
الدراسة تذهب إلى أنّ مصالح البريطانيين في البحرين “أكثر تعقيداً”، وهو ما يستدعي السّعي لفهم العلاقة بين الطرفين وتطوّراتها.
الماضي
بحسب الدّراسة، فإن علاقة البريطانيين بالخليفيين تمتد “لأكثر من مائتين وخمسين سنة”. في ظل أعمال القرصنة التي كانت تُمارسها عائلة آل خليفة في القرن ١٧ الميلادي، عمِل البريطانيون على السيطرة على القراصنة الخليفيين من خلال عرْض البريطانيين على آل خليفة بأن يقوموا بحماية السّفن التي يستهدفونها بالهجمات، الخطة نجحت وتعهّدت العائلة الخليفيّة بوقف أعمال القرصنة. استغلّ البريطانيون اضطراب وضع الشّاه الإيراني في أوائل القرن ١٨م نتيجة اندلاع انتفاضة داخلية، وقاموا بتوقيع معاهدة مع الخليفيين تنصّ على تعيينهم حكّاماً على البحرين ووضعها تحت الحماية.
الحاضر
رغم تهالك الأمبريالية البريطانية بعد الحرب العالميّة الثّانية، إلا أنّ بريطانيا حافظت على نفوذها في البحرين، نظراً لما تتمتّع به من أهميّة تُتيج لبريطانيا استثمارها في أيّ دور أمبريالي مُقبل، ورغم انسحابها من البحرين، إلا أن بريطانيا ضمنت استمرار نفوذها من خلال العائلة الخليفيّة. ورغم ذلك فقد أفصح الحاكم حمد أن أباه، الحاكم السابق عيسى، أبدى انزعاجاً مع إعلان الانسحاب البريطاني في منتصف أغسطس ١٩٧١.
حمد عيسى الخليفة
حمد، الحاكم الحالي، تخرّج من أكاديمية “ساند هيرست” الملكية العسكرية في بريطانيا، وكذلك أبناؤه المراهقون ناصر وخالد. وتقول الدراسة بأنّ “السفير البريطاني في المنامة” عادةً ما “يقضي وقته متنقلا بين قصور الرفاع” و “أكثر ممّا يقضيه في مكتبه”.
وتضيف الدّراسة بأنّ “البحرين (هي) من أهم عملاء شركات الأسلحة البريطانية، مثل شركة “بي أي إي سيستمز” التي تتخذ من “مدينة لندن” مقراً لها”.
وتوضّح الدّراسة كيف أنّ “النظام الخليفي استثمر مبالغ كبيرة في شركات العلاقات العامة البريطانية، مثل “إم أند سي ساتشي” و “بيل بوتنجر” و “جي 3”. وكلها تقع أيضاً في “مدينة لندن” (منطقة مساحتها ميل مربع تقريباً، تقع في قلب العاصمة)
تؤكّد الدّراسة بأنّ بريطانيا تعمل على توسيع وجودها في البحرين، وبشكل مستمر، وتقول بأنّ هناك “دلائل عديدة تؤكد بأن هيئة الاتصالات المركزية التابعة للحكومة البريطانية (والمعروفة بتورطها في عمليات تجسس واسعة على المواطنين البريطانيين والأمريكيين وجميع الجنسيات الأخرى) قد قامت بإنشاء مركز تجسس استراتيجي وسرّي في البحرين”.
الملكة اليزابيث
يحظى حمد باستقبال خاص وشخصي من الملكة اليزابيث في كلّ مرّة يزور فيها بريطانيا. وتقول الدراسة بأنّ “الصحافة البريطانية السائدة – يمتلكها روبرت مردوخ الذي يسيطر على أكثر من 800 مؤسسة إعلامية حول العالم – تتجاهل (….) جرائم النظام الخليفي”.
المحقّق البريطاني (في شرطة سكوتلاند يارد) جون ييتس، الذي أرسلته بريطانيا لتدريب أجهزة الأمن الخليفيّة على تكتيكات “التعذيب والقتل” التي تُتتيح الإفلات من العقاب؛ معروف بتورّطه مع مردوخ في قضيّة التّجسّس علي الهواتف الشّهيرة.
إدراة الفورملا ١ التي يقع مقرّها في “مدينة لندن”، أصرّت من خلال بيرني إكلستون، على إقامة سباقات الحلبة العالميّة في البحرين، رغم الانتقادات العالميّة الواسعة، وفي الوقت الذي كان يُتاح إقامة السباقات في أيّ مكانٍ آخر من غير تكبّد خسائر ماديّة تُذكر.
حقّ النقض
طبقاً للنّظام المعمول به في بريطانيا، فإنّ الملكة و”مدينة لندن” يتولّون تعيين “ممثلين عنهم في مجلس العوام (أو العموم). مهمة هؤلاء الممثلين التأكد من عدم تمرير أي تشريعات تتعارض مع مصلحة العائلة المالكة أو المدينة”. وهو أمرٌ حصل عبر تعطيل عدد من التشريعات نتيجة اعتراض ممثل “مدينة لندن”، لما يملكه من “حقّ النقض”.
الماسونيّة
ترصد الدّراسة “مراكز” نفوذ محدّدة تُمارس تنظيما لمصالحها المشتركة، وهذه المراكز هي: “العائلة الملكية البريطانية، شرطة سكوتلاند يارد، الإعلام والصحافة المأجورة، صنّاع السلاح، شركات العلاقات العامة، مؤسسات الرياضة”. وترى الدّراسة أن مظلّة هذه المراكز هي الماسونيّة.
وتؤكّد الدّراسة وجود دلائل على انضمام حمد ونجله سلمان في منظمة الماسونيّة. ولأجل إثبات ولائه لها، استبدل شكل علم الدّولة ليكون مجموع رؤوسه ١١ رأساً (6 حمراء و5 بيضاء)، وهو الرقم الأساسي للماسونية. وفي هذا السّياق، كان تبرّع حمد بأرض واسعة لإقامة كاتدرائية ضخمة، حيث يُنظر إلى الكاتدرائية بوصفها سفارة للفاتيكان، وليس مكاناً للعبادة فحسب.
ماذا نفعل؟
ترى الدّراسة بأنّ المطلوب من الجميع أن “أن يُدرك بأن النظام البريطاني كان ولا يزال وسيبقى صديقا وحاميا للخليفيين”، وأنّ السّبيل المُتاح لكي يُحقّق البحرانيّون مطلبهم في تقرير المصير؛ هو فكّ علاقة البحرين بالماسونيّة.
من هذا المنطلق، يرفض تحالف شباب التّغيير العلم الحالي المفروض على البحرين، وينظر إليه باعتباره “علم الاحتلال الأنجلو-خليفي”. و”يتعهد التحالف بإفشال المخطط الخطير الذي يهدف إلى إبقاء النظام الملكي تحت مسمى “المملكة الدستورية” الذي هو في جوهره ليس سوى خدعة يراد منها تثبيت الملكية الخليفية المطلقة لقبيلة آل خليفة”. وفي السياق يؤكّد التحالف مناهضته الجذريّة للتسويات السياسيّة “بين مختلف القوى الإقليمية التي يراد منها استغلال تضحيات الشعب البحراني ومصادرة حقه في تقرير مصيره وتثبيت الحكم الخليفي الفاقد للشرعية”.