عوائل شهداء: عائلة الشّهيد عبد العزيز العبّار صبرتْ.. ويوم “زفافه” سيكون مهيباً
البحرين اليوم – (خاص)
أكّد ناشطون وعوائل الشّهداء ل”البحرين اليوم”؛ بأنّ عائلة الشّهيد عبد العزيز العبّار قدّمت موقفاً “عظيماً” من خلال تمسّكها بحقّها في الحصول على تقرير يُثبت مقتل ابنها على أيدي القوّات الخليفية. وفي حين تتّجه العائلة إلى استلام جثمان الشّهيد، والاستعداد للتّشييع ليل الجمعة المقبلة، فإنّ عوائل الشهداء أبدوا تعاطفهم مع محنة عائلة العبّار، والظروف الصّعبة التي مرّت بها والدة الشّهيد.
والد الشهيد سيد هاشم: التشييع سيكون مهيباً
والد الشّهيد سيد هاشم وجّه عبر “البحرين اليوم” رسالة إلى السلطة، وقال بأنّها عطّلت تشييع جثمان الشّهيد لأكثر من شهرين، وذلك لغاية معروفة، كما قال، إلا أنّ والد الشّهيد قال بأنّ “الشعب طالب بالجثمان، ولم يتوقف عن المطالبة به عبر التظاهرات”، ويؤكّد والد الشّهيد بأن الدّم انتصر في النهاية، ويُوجّه خطابه إلى السلطة ويقول “ها أنتم تفرجون عنه، رغماً عنكم، وسوف ترون كيف أن زفاف الشهيد سيكون عظيماً، وفي ذلك لن يخذلنا الشّعب أبداً”.
وتوجّه والد الشّهيد سيد هاشم إلى عائلة العبّار، وقال بأنّها أخجلت الجميع في صبرها وصمودها كلّ هذه المدّة، وهي – كما يقول – قادرة على الصبر أكثر، فوالد الشهيد العبّار هو “مدرسة في الصمود، وأنا عن نفسي أخبرته، وقلت له بأن يدفن الشهيد، لأن السلطة لن تتنازل”، إلا أن والد الشهيد العبّار أخبره بأن أطفال الشّهيد سوف يسألونني لاحقاً عن سبب التنازل، وسيطالبوني بحقّ أبيهم. “فماذا أقول لهم؟”. وهنا، أكّد والد الشهيد سيد هاشم للشّهيد العبّار موقفه الصّامد، وقال له”سرْ يا أبا الشهيد، ونحن معك نساندك”.
أم الشهيد محمود الجزيري: صبراً يا أمّ العبّار.. والله هو المنتقم
والدة الشهيد محمود الجزيري تتصلُ بذات الوجع الذي تُعانيه والدة الشّهيد العبّار. فالشهيد الجزيري تمّ احتجاز جثمانه لأكثر من عشرة أيّام، وقد ذاقت المرّ، كما تقول، الذي ذاقته أم الشهيد العبّار. وهي لذلك، لا تتردّد في مساندة أم الشهيد العبّار في قرار العائلة باستلام جثمان الشهيد.
تقول أم الشهيد الجزيزي: “لقد صبرتُ 12 يوماً. كان قلبي جريحاً، ولكني سمعتُ من رجل دين بأن إكرام الميت دفنه، ولم أستطع أن أكسر كلام أخي، ورغم أنني لم استلم تقريراً حقيقياً حول شهادته، حيث إن هناك محكمة بهذا الخصوص، وهم يطلبون شهوداً، ولكننا نعلم أنهم يريدون الشهود من أجل اعتقالهم”، وأشارت إلى معاناة ابنها في هذا المجال، حيث تمّ استدعاءه والتحقيق معه، حتّى أُصيب بأكثر من وجع وألم نفسي”.
توجّه أم الشهيد الجزيري حديثها إلى أم الشهيد العبّار، وتؤكّد صواب قرار العائلة باستلام الجثمان، وتدعوها لتوجيه شكواها إلى الله، والتأسي بصبر أهل البيت، مذكّرةً نفسها وأم الشّهيد العبار بأن “الإمام الحسين بقي مطروحاً في العراء ثلاثة أيّام، في حين أن أبناءها بقوا في ثلاّجات الموتى”.
وبلغةٍ مليئة بالإيمان والبساطة، تقول أم الشهيد الجزيري، بأن الله سيأخذ بالحق، وسيزهق الباطل، مشجعةً أم الشهيد العبّار على الصّبر، واستلام جثمان ابنها، مؤكّدةً أنّ “الظالم لن يربح، وأيامه معدودة.. عاجلاً وليس آجلا”.