البحرين اليوم-خاص
روى السجين السياسي محمود عيسى تفاصيل اللحظات الأخيرة للشهيد عباس مال الله قبل نقله بالإسعاف والإعلان عن شهادته صباح اليوم الثلاثاء 6 أبريل.
وقال محمود في تسجيل صوتي بأن الشهيد عباس كان يعاني من أمراض مزمنة وخطير مثل القلب والضغط والقولون، مع هذا كان يتعرض للإهمال الصحي.
وتابع محمود بأنهم 17 سجين سياسي يقبعون في زنزانة تسع 10 أسرة بمبنى 23 عنبر 1 زنزانة رقم 11.
وقبل أن ينقل إلى الزنزانة المكتظة، يقول محمود بأن عباس كان يقبع في سجن العزل لمدة عامين، وحرم من الاتصال بالعائلة على مدى عام، ناهيك عن الإهمال الصحي والحرمان من العلاج.
وفي تفاصيل الحادثة يقول محمود بأن عباس استيقظ من النوم عند قرابة الساعة ١٢ منتصف الليل وكان يشعر بحرقان في الصدر وشرب قليلا من الحليب ثم دخل الحمام. وبعد ٤ دقائق تقريبا خرج عباس وسقط مباشرة على وجهه وكان يتألم ويشير إلى جهة قلبه، وهو يتنفس بصعوبة بالغة.
توجه محمود ومن معه فورا عند باب الزنزانة وهم يطرقونها بقوة وينادون على الحراس، فيما حاول سجين تقديم الاسعافات الأولية مع عدم وجود اي ادوات وعدم معرفة السبب الحقيقي فيما يعانيه الشهيد عباس.
بعد طرق شديد لباب الزنزانة استمر لعشر دقائق جاء أحد الحراس وبعد اطلاعه على الوضع قال لهم ” ليس لدينا أوامر بنقل السجين خارج الزنزانة” ثم انصرف والسجناء يطرقون الابواب ويصرخون طالبين النجدة وتدارك الأمر.
فتحت الزنزانة من جديد بعد حوالي 40 دقيقة يحسب شهادة محمود، غير انهم لن يتخذوا قرارا بعد في نقل الشهيد عباس بسيارة الاسعاف او لأي مكان اخر، مما دفع الشباب لحمل عباس والذهاب به عند ” الكونتر” ورفضوا الدخول إلى الزنزانة احتجاجا على رفض نقل الشهيد عباس لمعالجته.
هنا اضطر المسؤولون للإستجابة الى الضغط، وبعد اقل من 3 ساعات وتحديدا مع صلاة الفجر جاء أحد الشرطة طالبا ملابس حاجيات عباس، بزعمه أن يرقد في المستشفى وحاله مستقر. ثم طلب من زملائه في الزنزانة التوقيع على افادة تشير الى ان عباس تمت رعايته ومعالجته وتوفير احتياجاته الطبية، وهو ما رفضه السجناء وأثار مخاوفهم وشكوكهم الى أن تأكدت الأنباء في الصباح عن استشهاد عباس بسبب الاهمال الصحي.
من جهتها نفت وزارة الداخلية أن يكون عباس يعاني من أمراض مزمنة، وزعمت أنه تعرض لسكتة قلبية وهي نتيجة وفاة طبيعية.
وعباس هو من مواليد 1971 اعتقل في العام 2011 وصدر بحقه حكم بالسجن 15 عاما على خلفية سياسية. كما أن عباس مصاب برصاص الشوزن ويعاني من عدة أمراض بينها القولون والقلب والضغط.
وفور انتشار الإعلان عن شهادة عباس توافد المواطنون الى منطقة النويدرات للمشاركة في تشييع الشهيد الى مثواه الأخير. وضجت مسيرة التشييع بهتافات تحمل الحاكم الخليفي مسؤولية ازهاق الارواح من خلال زجها في السجون وتعريضهم للاهمال الصحي. ومن بين تلك الشعارات (عن كل سجين ومقتول .. يا حمد انت المسؤول).
في ذات السياق انتشرت مقاطع صوتية يسمع فيها صيحات التكبير والغضب من داخل سجن جو بعد تلقيهم نبأ استشهاد عباس مال الله.
يأتي هذا التطور الخطير في ظل انتشار فايروس كورونا في السجن، وخروج تظاهرات جماهيرية بمشاركة واسعة من الأمهات والنساء عموما على مدى اسبوع، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح السجناء قبل أن تقع كارثة بسبب زيادة الاصابات. فيما تتجاهل السلطات النداءات المحلية والدولية، فإنها ايضا عمدت الى استدعاء وتهديد العشرات من المشاركين في التظاهرات.